تتضمن جميع مرافق الرعاية الصحية التعامل مع المرضى وأسرهم الكريمة وحتى زملاء بخلفيات مختلفة. ذلك بجانب ضغوط توفير الرعاية الصحية، ونقص الموظفين، والخلافات، ومتطلبات العمل، لا بد أن تحدث الصراعات. الصراع أمر لا مفر منه في مثل هذا الأوضع وذلك بسبب اختلاف الشخصيات والآراء والمعتقدات والعواطف المتواجدة في مكان واحد. ومن ثم، فإن مهارات حل المشاكل والذكاء العاطفي هي أدوات حيوية يستخدمها مقدمو الرعاية الصحية للحفاظ على مكان عمل صحي ومنتج.
حل المشاكل هو عملية معالجة مشكلة أو خلاف بين طرفين أو أكثر وإيجاد حل مقبول للطرفين. قد ينشأ خلاف في منشأة الرعاية الصحية بسبب عدم وجود كافة الموارد أو المتطلبات، وحواجز للتواصل، ووجهات النظر والقيم المختلفة. في أغلب الأحيان، تحدث المشاكل أو الخلافات في الأقسام ذات المهام الكثيرة والموارد غير الكافية. وذلك يمكن أن يؤدي إلى مكان عمل عدائي، وانخفاض معنويات الموظفين، وسوء رعاية المرضى. ومن ثم، فإن وجود حلول مناسبة للمشاكل مهارة أساسية يجب أن يتمتع بها أي موظف، خصيصاً رؤساء الأقسام.
من أهم مهارات الخاصة بحل المشاكل أو الخلافات ما يلي:
الاستماع لكلا الطرفين والحفاظ على الحياد. ينبغي للموظف أو رئيس القسم أن يحاول الاستماع إلى القصة من جميع وجهات النظر الممكنة للحصول على صورة مفصلة عن سبب الخلاف. هذه الخطوة هي فقط للحصول على المعلومات وليس لاتخاذ قرارات.
التواصل يمكن أن يؤدي إما إلى نتيجة عظيمة أو إلى نتيجة أسوأ. لذلك، للتواصل بشكل صحيح، يجب التأكد من أن تكون مباشرًا قدر الإمكان مع الحفاظ على احترام الأطراف المعنية. يجب أن تتاح الفرصة لجميع المشاركين للتعبير عن آرائهم ومخاوفهم. قم بمنع أي التدخلات الخارجية وتحدث فقط مع الأطراف المعنية.
تجنب إلقاء اللوم على الأفراد أو أخذ قرارات حازمة. يمكن أن يكون اللوم غير الضروري والقرارات الحازمة سببًا في انخفاض معنويات الموظف. مما يقلل من مصداقية الفرد واحترامه بين زملائه، مما يعوق عمل القسم.
حافظ على هدوئك أثناء حل الخلاف. إذا غضب الشخص المحايد أو بدا أنه يفضل طرفا على الآخر لأسباب شخصية، فلن يتم حل الخلاف. قد يتم حلها مؤقتًا، ولكنها قد تتراكم بمرور الوقت. تخيل بركانًا خامدًا. إنه يثور فقط عندما تتوفر ظروف معينة وتؤثر على ذلك البركان. وينطبق الشيء نفسه هنا.
التعاون. إيجاد أرضية مشتركة أو مساعدة التعاون ما بين الطرفين أمر ضروري لحل المشاكل. في كثير من الأحيان، يعتقد كلا الطرفين أنهما على حق. ومن ثم، فإن إيجاد أرضية مشتركة أو التفاوض في بعض الأحيان على حل وسط يضمن معالجة المشكلة بحيث يشعر الطرفان بالاحترام.
ومن ناحية أخرى، يشير الذكاء العاطفي إلى القدرة على التعرف على العواطف الذاتية والتعبير عنها بفعالية. يجب على المرء أن يفصل بين المشاكل المتعلقة بالعمل والمشاكل الشخصية أثناء العمل، وتحديداً في مرافق الرعاية الصحية. يعد التنظيم الذاتي والتحفيز الذاتي والتعاطف من بين الأدوات الأكثر شيوعًا المستخدمة لممارسة الذكاء العاطفي وزيادته. الذكاء العاطفي عبارة عن عضلة، فإما أن تستخدمها أو تفقدها. كلما تمكنت من التحكم في عواطفك في كثير من الأحيان، كلما أصبحت أفضل. يمكن لمقدمي الرعاية الصحية الذين يمتلكون مهارات الذكاء العاطفي بناء الثقة وعلاقات جيدة مع الزملاء والمرضى، مما يؤدي إلى نتائج أفضل.
يمكن لمرافق الرعاية الصحية تسهيل تطوير مهارات حل المشاكل والذكاء العاطفي من خلال توفير التدريب والتعليم على هذه المواضيع. يمكن للموظفين أيضًا المشاركة في أنشطة بناء الفريق والتوجيه والتدريب لتعزيز مهاراتهم.
في الختام، يحتاج مقدمو الرعاية الصحية إلى مهارات حل النزاعات والذكاء العاطفي لتوفير رعاية ممتازة للمرضى والحفاظ على بيئة عمل صحية وإيجابية. ويجب على مرافق الرعاية الصحية إعطاء الأولوية لهذه المهارات وتوفير الموارد اللازمة لتطويرها. ومن خلال القيام بذلك، سيخلقون ثقافة الاحترام والتواصل والتعاون، مما يؤدي إلى نتائج أفضل للمرضى والرضا الوظيفي بين الموظفين.
Comments